×

غزوة بدر الثانية

غزوة بدر الثانية

الفترة المدنية
السنة الرابعة من الهجرة
غزوة بدر الثانية
625 - 626 ميلادي

لما قدم رسول الله ﷺ المدينة من غزوة الرقاع، أقام بها بقية جمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجبا.

قال ابن إسحاق: ثم خرج في شعبان إلى بدر، لميعاد أبي سفيان، حتى نزله.

قال ابن هشام: واستعمل على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الأنصاري.

قال ابن إسحاق: فأقام عليه ثماني ليال ينتظر أبا سفيان، وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة، من ناحية الظهران، وبعض الناس يقول: قد بلغ عسفان، ثم بدا له في الرجوع، فقال: يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع، فارجعوا، فرجع الناس. فسماهم أهل مكة جيش السويق، يقولون:

إنما خرجتم تشربون السويق.

وأقام رسول الله ﷺ على بدر ينتظر أبا سفيان لميعاده، فأتاه مخشي بن عمرو الضمري، وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان، فقال: يا محمد، أجئت للقاء قريش على هذا الماء؟ قال: نعم، يا أخا بني ضمرة، وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك، ثم جالدناك حتى يحكم الله بيننا وبينك، قال: لا والله يا محمد، ما لنا بذلك منك من حاجة.
قال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأقام من مقدم رسول الله ﷺ بها أشهرا حتى مضى ذو الحجة وولي تلك الحجة المشركون وهي سنة أربع ثم غزا رسول الله ﷺ دومة الجندل. [السيرة النبوية لابن هشام 2/209 – 213]

الدروس المستفادة

  • الله يؤيد بنصره المؤمنين، وقد أثبتوا عبر ما سبق تلك الغزوة، تجردهم لدين الله طلبًا لرضوانه، فأمكن بالقلوب خشيتهم، وهذا الذي ضرب موعدًا لسحقهم، خاف من مجرد ملاقاتهم رغم الحشد الذي خرج به.
  • الخوف والهيبة من جنود الله التي تعمل وبها ينتصر المسلمون، فقد سلط الله هذا الجندي على قريش، وكان مستولياً على مشاعر الجيش أيضاً، فقد رجع الناس خائفين ولم يبدوا أي معارضة لفكرة الهروب، ولا أي إصرار وإلحاح على مواصلة السير للقاء المسلمين‏.‏