القائمة الرئيسية

أخذ الميثاق على الأنبياء

جاء في كتب السيرة والخصائص: ومن خصائصه: أن الله تعالى أخذ الميثاق على النبيين آدم فمن بعده أن يؤمنوا به وينصروه (2).

وقد استدلوا بقوله تعالى: 

{وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّينَ لَمَآ ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَٰبٍۢ وَحِكْمَةٍۢ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥ ۚ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِى ۖ قَالُوٓا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَٱشْهَدُوا وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ}

(3).

قال الحافظ ابن كثير:

“يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام، لمهما آتى الله أحدهم من كتاب وحكمة، وبلغ أي مبلغ، ثم جاء رسول من بعده ليؤمنن به ولينصرنه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته.

 ومعنى 

{إِصْرِى}

عهدي.

______________________


2. انظر المواهب اللدنية 1/ 66، ومرشد المحتار ص 385، والخصائص الكبرى 1/ 8.


3. سورة آل عمران، الآيتان (81- 82).


 قال علي بن أبي طالب وابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبياً من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته، لئت بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه.

 وقال طاوس والحسن البصري وقتادة: أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضاً.

 وهذا لا يضاد ما قاله علي وابن عباس، لا ينفيه، بل يستلزمه ويقتضيه” ا هـ ابن كثير.

 ويفهم من كلام ابن كثير في مقدمة شرحه للآية تقديم قول طاوس والحسن وقتادة: وهو أن على كل نبي أن يصدق الذي يأتي بعده ويناصره.

 ولكن هذا الرأي لا يتعارض مع رأي علي وابن عباس رضي الله عنهما بل يصب في خاتمة المطاف فيه.

 فالأنبياء يصدق بعضهم بعضاً.. والمؤمنون يؤمنون بهم جميعاً، وفي هذا المنهج تبدو عظمة الإسلام وامتداده في الماضي والمستقبل.

مواضيع ذات صلة