ومن خصائص تكريمه ﷺ أن جعلت أمته خير الأمم.
قال الله تعالى:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ}
(1).
والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس.
وَعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ)
(2).
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: قَالَ:
(فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ)
وذكر منها:
(وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ)
(3).
______________________
1. سورة آل عمران الآية (110).
2. أخرجه الترمذي (3001). قال ابن كثير: أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وهو حديث مشهور وقد حسنه الترمذي (تفسير ابن كثير).
مجمع الزوائد برقم (14005) وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن.
3. وقال في فتح الباري 8/ 225: وهو حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه والحاكم وصححه.
وعن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
(وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ)
(1).
قال ابن كثير عند تفسير الآية:
“وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليه، فإنه أشرف خلق الله، وأكرم الرسل على الله، وبعثه الله بشرع كامل عظيم، لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل، فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غير مقامه”.
ومعنى
{كُنْتُمْ}
أي في اللوح المحفوظ، أو في علم الله تعالى (2).
قال مجاهد: كنتم خير أمة أخرجت للناس إذا كنتم على الشرائط المذكورة، أي تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (3).
قال ابن كثير: والصحيح أن هذه الآية عام في جميع الأمة، كل قرن بحسبه.
فينبغي للمسلم أن يكون على مستوى الانتساب لهذه الأمة التي شرفها الله تعالى، فيكون له من الأخلاق الحسنة والأعمال الخيرة، والسريرة النقية الصافية ما يجعله بحق في مستوى شرف الانتساب إليها.
______________________
1. قال في فتح الباري: أخرجه أحمد بإسناد حسن 8/ 225، وقال ابن كثير: تفرد به أحمد وإسناده حسن.
2. فتح الباري 8/ 225.
3. المواهب اللدنية 2/ 705.