×

حمايته من كل ما يكاد به ونجاته من كل محاولات الاغتيال

وهذا الدليل استدل به اليهود على صدق النبي ﷺ:

ففي حديث عائشة رضي الله عنها عندما سحر النبي ﷺ لبيد بن الأعصم (1)، “أخرج ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال: لما رجع رسول الله ﷺ من الحديبية في ذي الحجة، ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم – وكان حليفاً في بني زريق وكان ساحراً – فقالوا له يا أبا الأعصم، أنت أسحرنا، وقد سحرنا محمداً فلم نصنع شيئاً، ونحن نجعل لك جعلاً على أن تسحره لنا سحراً ينكؤه، وفي رواية ابن سعد: فقالت أخت لبيد بن الأعصم، إن يكن نبياً فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله” (2)، فلما صنع السحر لم يضره بشيء، وكان قصارى الأمر أنه يظن أنه فعل الشيء، وهو لم يفعله، ثم دله الله تعالى على مكان السحر وأبطله.

وفي الصحيحين عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ قَالَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَي”

(3)

ــــــــــــــــــــــــــــ

1. متفق عليه (البخاري: كتاب الطب، باب: السحر، رقم (5433)، ومسلم: كتاب السلام، باب: السحر، رقم (1289)، وسيأتي نصه.

2. فتح الباري (10/ 137).

3. متفق عليه (البخاري: كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب: قبول الهدية من المشركين، رقم (2617)، ومسلم: كتاب السلام باب: السم، رقم (2190).


 

ورواه أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يحدث:

أَنَّ يَهُودِيَّةً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً مَصْلِيَّةً (1)، ثُمَّ أَهْدَتْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الذِّرَاعَ فَأَكَلَ مِنْهَا وَأَكَلَ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺإِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا أَسَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ قَالَتْ الْيَهُودِيَّةُ مَنْ أَخْبَرَكَ قَالَ أَخْبَرَتْنِي هَذِهِ فِي يَدِي لِلذِّرَاعِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ: “فَمَا أَرَدْتِ إِلَى ذَلِكَ؟” قَالَتْ قُلْتُ إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَنْ يَضُرَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَلَمْ يُعَاقِبْهَا.

(2)

وقد بدأت هذه المحاولات من بداية البعثة:

ــــــــــــــــــــــــــــ

1. مصلية: مشوية. لسان العرب: (14/ 467).

 

2. سنن أبي داود: كتاب الديات، باب: فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد به، رقم (4510)، وهو صحيح لغيره كما قال الألباني في مشكاة المصابيح، رقم (5874).


 

فعن ابن عباس رضي الله عنهما: إِنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ فَأَقْبَلَتْ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ أَرِينِي وَضُوءًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا هَا هُوَ ذَا وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ وَعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلٌ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ التُّرَابِ فَقَالَ: “شَاهَتْ الْوُجُوهُ”، ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا .

(1)

 

وحادثة الهجرة عندما أرادوا أن يقتلوا النبي ﷺ قبل هجرته، فجعل النبي ﷺ مكانه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وخرج من بيته مع أن الكفار قد أحاطوا به من كل جانب، إلا أن الله قد أعمى أبصارهم عنه (2)، وفي هذا يقول سبحانه وتعالى:

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَٰكِرِينَ}

[الأنفال: 30].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه في حديث الهجرة الطويل. . .، وفيه:

فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا قَالَ فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ فَصَرَعَتْهُ فَرَسُهُ ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ قَالَ ثُمَّ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ قَالَ قِفْ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا قَالَ فَكَانَ أَوَّلُ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ وَكَانَ آخِرُ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ

(3).

قال ابن حجر: (وفي قصة سراقة مع النبي ﷺ يقول سراقة مخاطباُ أبا جهل: أبا حكم والله لو كنت شاهداً لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه علمت ولم تشك بأن محمداً رسول ببرهان فمن ذا يقاومه) (4).

ــــــــــــــــــــــــــــ

1. أخرجه الإمام أحمد (3475)، وإسناده صحيح كما قال الألباني في السلسلة الصحيحة (6/ 781)، رقم (2824).

 

2. انظر: الروض الأنف في شرح سيرة ابن هشام، للسهيلي (4/ 178).

 

3. البخاري، كتاب المناقب، باب: هجرة النبي وأصحابه، رقم (3911)، ومسلحة له: أي حارساً له بسلاحه.

 

4. الإصابة (3/ 42).


واستمرت هذه المحاولات في المدينة أيضا، كما تقدم في حديث لبيد بن الأعصم، وحادثة الشاة المسمومة في خيبر في السنة الخامسة وكذلك حادثة بني النضير الذي أرادوا أن يلقوا الصخرة على النبي ﷺ وهو جالس تحت بيت من بيوتهم، فكان هذا سبباً لجلائهم من المدينة (1).

ولم تكن هذه المحاولات قاصرة على اليهود، بل حتى كفار قريش كانوا مستمرين في ذلك حتى بعد الهجرة؛ فـ”عن ابن شهاب قال: لما رجع كل المشركين إلى مكة، فأقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر، فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر. قال: أجل والله ما في العيش خير بعدهم، ولولا دين علي لا أجد له قضاء، وعيال لا أدع لهم شيئاً، لرحلت إلى محمد فقتله إن ملأت عيني منه، فإن لي عنده علة، أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير، قال: ففرح صفوان وقال له: علي دينك وعيالك أسوة عيالي في النفقة، لا يسعني شيء فأعجز عنهم. فاتفقا وحمله صفوان وجهزه، وأمر بسيف عمير فصقل وسُمَّ، وقال عمير لصفوان: اكتم خبري أياماً. وقدم عمير المدينة فنزل بباب المسجد وعقل راحلته، وأخذ السيف وعمد إلى رسول الله ﷺ، فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع ودخل إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! لا تأمنه على شيء. فقال: “أدخله علي”، فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله ﷺ ويحترسوا من عمير، وأقبل عمر وعمير حتى دخلاً على رسول الله ﷺ ومع عمير سيفه، فقال رسول الله ﷺ لعمر: “تأخر عنه”، فلما دنا عمير قال: أنعموا صباحاً – وهي تحية الجاهلية – فقال رسول الله ﷺ:

ــــــــــــــــــــــــــــ

1. انظر: الرحيق المختوم في سيرة المعصوم، للمباركفوري (ص 293)، دار الحديث، القاهرة.


 

“قد أكرمنا الله عن تحيتك، وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهو السلام”. فقال عمير: إن عهدك بها لحديث. فقال: “ما أقدمك يا عمير؟”، قال: قدمت على أسيري عندكم، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل. فقال: “ما بال السيف في عنقك؟”، فقال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً، إنما نسيته في عنقي حين نزلت، فقال رسول الله ﷺ: “اصدقني ما أقدمك يا عمير؟”، قال: ما قدمت إلا في طلب أسيري، قال: “فماذا شرطت لصفوان في الحجر؟”، ففزع عمير وقال: ماذا شرطت له؟ قال: “تحملت له بقتلي على أن يعول أولادك، ويقضي دينك، والله حائل بينك وبين ذلك”، فقال عمير: أشهد أنك رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر – كما قلت – لم يطلع عليه أحد، فأخبرك الله به، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق. ففرح به المسلمون وقال له رسول الله ﷺ: “اجلس يا عمير نواسك”، وقال لأصحابه: “علموا أخاكم القرآن”، وأطلق له أسيره، فقال عمير: ائذن لي يا رسول الله، فألحق بقريش، فادعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم، فأذن له فلحق بمكة، وجعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر، وجعل يسأل كل راكب قدم من المدينة هل كان بها من حدث، حتى قدم عليهم رجل فقال لهم: قد أسلم عمير. فلعنه المشركون وقال صفوان: لله علي ألا أكلمه أبداً ولا أنفعه بشيء، ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام، ونصحهم بجهده، فأسلم بسببه بشر كثر” (1).

ــــــــــــــــــــــــــــ

1. الإصابة في معرفة الصحابة، لابن حجر (4/ 726)، وذكر أنه أخرجه موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب مرسلاً، وابن إسحاق في المغازي عن محمد بن جعفر مرسلاً أيضاً، وجاء موصولاً أخرجه ابن مندة والطبراني عن أنس، مما يدل أن للقصة أصلاً.


 

وغير ذلك من المحاولات التي باءت كلها بالفشل، مما يدل على صدق قوله تعالى:

{وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ ۗ }

[المائدة: 67]

وهذا يدل على صدق النبي ﷺ، وأنه محفوظ من كل أذى حتى يبلغ دين الله كاملاً، لذلك كان النبي ﷺ يدخل في فم الموت – كما يقال – وهو مطمئن القلب رابط الجأش، كما فعل في حنين وأحد وغيرها من المعارك، ومنع الناس من حراسته لما علم بحفظ الله تعالى له، وفي حادثة الهجرة عندما طوق المشركون الغار، ولم يكن بينهم وبين النبي ﷺ إلا أن ينظر أحدهم إلى قدمه، في هذه الحال العصيبة أحس النبي ﷺ بتوتر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وشدة اضطرابه وخوفه فقال له:

{لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا}

[التوبة: 40] (1)،

أي ثبات هذا وأي قلب يستطيع أن يهدأ في مثل هذا الموقف؟! إنها حقاً النبوة.

يقول تعالى:

{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٍۢ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا ٱلسُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

[التوبة: 40].

ومن هذا الباب قول الله تعالى عن نوح عليه السلام:

{وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِى وَتَذْكِيرِى بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوٓا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ ٱقْضُوٓا إِلَىَّ وَلَا تُنظِرُونِ}

[يونس: 71].

ــــــــــــــــــــــــــــ

1. أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، رقم (3615).


 

وقول هود عليه السلام:

 {قَالَ إِنِّىٓ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوٓا أَنِّى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِۦ ۖ فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّى وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذٌۢ بِنَاصِيَتِهَآ ۚ إِنَّ رَبِّى عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}

[هود: 54- 56].

فالأنبياء لا يخافون لأنهم محفوظون بحفظ الله تعالى لهم.

مواضيع ذات صلة