×

خلاصة المرحلة المكية

كانت حصيلة الدعوة في مكة عدداً لا بأس به من المؤمنين والمؤمنات، استطاعوا أن يبرهنوا أن عقيدتهم التي دانوا بها، ودانوا لها، أغلى شيء في حياتهم، بل وأغلى من حياتهم ذاتها.

كان البرهان واقعاً قاسياً، اجتازوه بنجاح كبير، من صبر على الجوع والعري، وترفع على السخرية والاستهزاء، وتحمل لآلام الضرب والشتم، وإعراض عن بذيء القول وسفساف الكلام.

وكان البرهان انضباطاً مع الأوامر والتوجيهات، وطاعة لله وللرسول، وتخلياً عن ردود الفعل، وتخلصاً من وشائج الجاهلية.

وكان البرهان هجرة تعني ترك الأهل والوطن والمصالح، وتنازلاً عن المعاني الأخرى التي ترتبط بالأهل والوطن. .

وكان البرهان صبر عشر سنوات على آلام متنوعة، تدرب فيها الفرد المسلم على مجالات الصبر. وأتقن العيش فيها. . 

وكان البرهان ثقة مطمئنة، وأملاً كبيراً في موعود الله، بأن الفرج قريب وأن النصر آت. وأن الصبح قريب.

وهكذا تحولت المعاني الفاضلة إلى شخوص تمشي على الأرض، في هؤلاء المؤمنين الصابرين. .

عندها اطمأن ﷺ على صلابة القاعدة. .بعد أن مرت على التجارب والمختبرات. . واطمأن إلى جاهزيتها على قاعدة الانطلاق. . منتظرة الأمر أو الإذن. .

عندها أذن الله للبناء أن يرتفع، وفقاً لسنته سبحانه وتعالى التي أودعها في مخلوقاته. .

مواضيع ذات صلة