الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ

الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ».

[صحيح] [رواه مسلم]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الحياة الدنيا للمؤمن كالسجن لالتزامه بالتكاليف الشرعية من فعل المأمور وترك المحذور، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم، وهي للكافر كالجنة؛ لأنه يفعل فيها كل ما تشتهيه نفسه ويأمره به هواه، فإذا مات انقلب إلى ما أعد الله تعالى له يوم القيامة من العذاب المقيم.

فوائد الحديث

قال النووي: كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم، والراحة الخالصة من النقصان، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم، وشقاء الأبد.

قال السندي: قوله (سجن المؤمن) فإنه وإن كان في نعمة فالجنة خير له منها، (وجنة الكافر) فإنه وإن كان في مقيتة فالنار شر له منها.

هوان الدنيا على الله تعالى.

الدنيا دار ابتلاء وامتحان لأهل الإيمان.

الكافر استعجل جنته في دنياه؛ فعوقب بحرمان جنة الآخرة ونعيمها.

التصنيفات

الزهد والورع, ذم حب الدنيا

المراجع

صحيح مسلم (4/ 2272) (2956).

بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (1/ 535).

نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (1/ 419).

شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (3/ 367).

موسوعة فقه القلوب، لمحمد التويجري (4/ 3471).

كتاب العلم، لابن عثيمين (ص37).